الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين وبعد /
فإن دعوة الإسلام دعوة لكل أهل الأرض : للثقلين الإنس والجن، جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وأُمِر بتبليغها حيث أمره ربه سبحانه وتعالى بذلك فقال عز من قائل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } ... (يوسف: من الآية108)
وقال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً } … (الأحزاب من الآية 47:45) .
وصاغها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " بَلِّغوا عنِّى ولو آية "رواه البخاري.
وروى مسلم ـ رحمه الله ـ في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : ( أعطيت خمساً لم يُعطَهُن أحد من قبلي ، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى كل أحمر وأسود ……… الخ الحديث ).
وأخرج مسلم أيضا من حديث أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون ) .
وانطلاقا من هذه الدعوة المباركة ، أخذنا على عاتقنا أن نسعى لنيل شيء من هذا الشرف سائلين المولى عز وجلَّ أن يرزقنا الإخلاص والصدق في النية والعمل ، واضعين نُصبَ أعيننا كتاب الله عز وجل وسنة النبي الهادي صلى الله عليه وسلم ومستبصرين بطريقة الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة هذا الدين فهماً وسلوكاً علماً وعملاً ، وكيف لا ؟ وهم الذين شهد الله تعالى لهم وزكاهم فقال سبحانه : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} {التوبة:100}