- :
فإن بعض أئمة زماننا –الذين عرف عنهم حسن الصوت– يستعدون لرمضان باصطناع بعض الأدعية التي يبدو السجع فيها متكلفا، ويمرنون ألسنتهم على الدعاء بطريقة تطرب
لها النفوس ولا شك أن الدعاء في هذه الحالة يقل فيها الإخلاص، وقد يؤدي إلى الرياء والسمعة، نسأل الله العافية؛ لأن الأصل في الدعاء الانكسار والذلة
والإلحاح على الله. والإخبات والإنابة والتضرع دون تغن أو تطريب، فقد صار كثير من العامة يقبلون على الاستماع إلى أشرطة الدعوات ولا سيما ليلة الختام، لا
لشيء –في الغالب– إلا ليستمتعوا بحسن الصوت، وليطربوا بحسن الإيقاع والألحان والسجع، حتى إن كثيرا من سائقي عربات الأجرة والميكروباص وجدوا في مثل هذه
الأشرطة بغيتهم لقطع ملل المسافات البعيدة، والترفيه عن المسافرين، وكأنها صارت بديلا شرعيا عن الأغاني الهابطة مما يتنافى مع الغرض من الدعاء