- أن يكون أكثر الدعاء بغير المأثور:
إذا كان الدعاء في الصلاة، فإن كثيرا من أهل العلم ومنهم الأحناف وأحمد لا يجيزون الدعاء بما يشبه كلام الناس، مثل: اللهم أقض عنا ديوننا، اللهم أرزقنا
طعاما طيبا.. (انظر الدين الخالص 2/ 261)، واستدلوا على ذلك بحديث: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة
القرآن" (صحيح مسلم برقم 836).
وقال المالكية والشافعية: يجوز لعموم قوله عليه الصلاة والسلام في حديث ابن مسعود في التشهد: "ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه" (رواه
السبعة).
ولذا فإن الأفضل –خروجا من الخلاف– أن نقول كما قال الغزالي: "والأولى ألا يتجاوز الداعي الدعوات المأثورة، فإنه قد يتعدى في دعائه فيسأل ما لا
تقتضيه مصلحته". (الإحياء: 1/341).
ولكن لكل أن يدعو بما تيسر له إن عجز عن الدعاء بالمأثور.
ولا ريب أن مما يدخل في باب الاعتداء أن يزيد الداعي في دعائه مواعظ تتعلق بذكر القبر وما يقع فيه من عذاب، والصراط، والبعث، والجنة والنار، إذ الدعاء ليس
محل هذا الوعظ والتذكير.
كما أن تحويل الدعاء إلى حوار بين الداعي وجمهور المصلين شيء مستحدث لم نسمع أن أحدًا من السلف فعله، وهذا من البدع المستنكرة