السؤال /* ماحكم طلب المسلم من أخيه المسلم الدعاء له بظهر الغيب لحث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بطلب الدعاء من أويس* وهل قال شيخ الاسلام بكراهته؟
الإجابة / طلب الدعاء من الرجل الذي ترجى إجابته إما لصلاحه وإما لكونه يذهب إلى أماكن ترجى فيها إجابة الدعاء* كالسفر والحج والعمرة وما أشبه ذلك هو في
الأصل لابأس به ، لكن إذا كان يُخشى منه محذور مثل أن يُخشى منه اتكال الطالب على دعاء المطلوب وأن يكون دائماً متكلاً على غيره* في ما يدعو به ربه ، أو
يُخشى منه أن يُعجَب المطلوب بنفسه* ويظن أنه وصل إلى حد* يُطلَب منه الدعاء فليحقه الغرور* فهذا يمنع لإشتماله على محذور* ، وأما إذا لم يتم اشتماله على
محذور فالأصل فيه الجواز ، لكن مع* ذلك نقول إنه لاينبغي* لأنه ليس من عادة الصحابة رضي الله عنهم* أن يتواصوا بدعاء بعضهم* لبعض* ، وأما مايروى عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمر* : " لاتنسنا ياأخي من صالح دعاءك "* فإنه ضعيف لايصح عن النبي صلى الله عليه وسلم* ، وأما سؤال الصحابة
للرسول صلى الله عليه وسلم* فمن المعلوم أنه لا أحد يصل إلى مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم* وإلا فقد طلب منه عكاشة بن محصن* أن يدعو الله له فيجعله من
الذين* يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، فقال أنت منهم ، ودخل رجله يسأله أن يسأل الله الغيث لهم ، فسأل .
وأما إيصاء النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة* أن يطلبوا من أويس القرني أن يدعو لهم فهذا لاشك أنه خاصٌ به وإلا فمن المعلوم أن* أويساً ليس مثل أبي بكر
ولاعمر ولاعثمان وعلي ولاغيره من الصحابة ، ومع ذلك لم يوصي النبي صلى الله عليه وسلم أحداً من أصحابه أن يدعوَ لأحد* " أن يطلب من أحدهم أن يدعو له*
"* .
وخلاصة الجواب أن نقول أنه لابأس بطلب الدعاء ممن تُرْجَى إجابته* بشرط أن لا يتضمن ذلك محذوراً ، ومع هذا فإن تركه أفضل وأولى . أ هـ
__________________________
سلسلة لقاء الباب المفتوح ـ شريط رقم " 59 أ* "* الزمن " 30 : 18 "
اضف مقال